samedi 26 décembre 2020

أريد بيتا بين أحضانك

أريد بيتا بين أحضانك

قالت أريد بيتا بين أحضانك
أسمع دوما دقات قلبك 
ترفعني إلى الأعلى 
وتهوي بي زفرات صدرك
أستيقظ كل صباح 
على نغمات صوتك
 وألتقط من بين ثناياك 
كلماتك وبسماتك 
وفي المساء أستريح بين رموشك
 وأستحم من نبع دمعاتك 
 قلت لها ونبض الحنين يهتز للقياها
 أنت نجمة هاجرت مجرتها 
وواجهت نيازكا تطاردها
حين وضعت الرحال على باب قلبي 
طار واستقبلك
أنت نسمة سحرية 
أنعشت كل كياني فتنفسك 
أنت بسمة بددت كل أوهامي
وأضاءت كل أحلامي 
فانقاذ قلبي لحبك 
وقبل جبينك ومبسمك 
  قالت أحقا ما تبوح به
 أم غواية شاعر
 أو هذيان مجنون 
 قلت أنا أهيم فيك حتى الجنون
 ومن الجنون فنون
أنت همسة تملأ مسمعي 
ألحانا وأنغاما 
أنت لمسة تجعل من مشاعري 
أكوانا وأجراما 
 قالت كفى كلاما معسولا
 يا رجلا ساحر لسانه 
فأنا مجرد طائر طنان
 رقيق جنانه 
أبحث عن عش ولو صغير
يملأه العطف والحنان 
أبحث عن عيش كريم
يكنفه الأمن والأمان 
كل الحقوق محفوظة للكاتب
حامد البشير المكي
نونبر 2013



vendredi 25 décembre 2015

نبض الأيام الفصل الأول

 نبض الأيام
الفصل الأول

 ولدت في حي شعبي خارج أسوار المدينة العتيقة
يتميز بحركته الذؤوبة من الصباح الباكر 
حتى ساعة متأخرة من الليل
ويتميز كذلك بالعلاقات الإجتماعية الحميمية
التي تربط سكانه بعضهم البعض
رغم ما يطرأ عليها من توتر بين الفينة والأخرى
الناتج عن تلك الشريحة الشبابية 
التي انفلتت من عقال التربية الصالحة
إلا أن هذا التوتر لا يصل عادة الى ما لا تحمد عقباه
كان أبي مديرا لمدرسة إبتدائية
ومن موقعه هذا كان يحظى باحترام الأجيال المتعاقبة 
للحي الذي نسكنه
والأحياء المجاورة له
أمي ممرضة بأحد المستشفيات
 لها سمعة طيبة لما تسديه من خدمات 
لجل نساء الحي
البيت الذي نعيش فيه ملك لأبي وأمي مناصفة
لي أخت تكبرني بثلاث سنوات 
بعدما حصلت أختي على شهادة الباكلوريا بامتياز
تابعت دراستها الجامعية بكلية الآداب تحت تأثير أبي
وعندما حصلت على الإجازة في اللغة الفرنسية
انخرطت في قطاع التربية والتعليم
حيث أصبحت تدرس اللغة الفرنسية بمدرسة إعدادية
انتقلت من مدينة إلى أخرى 
وانتهى بها المطاف إلى مسقط رأسها
وارتقت في وظيفتها حيث أصبحت أستاذة بالثانوي
ثم بمعهد المكفوفين الذي لقيت فيه ترحابا من الطلبة
وتقديرا كبيرا من الإدارة
سيما وأنها تلقت تكوينا تخصصيا في طريقة براي
وأصبحت تتقن قراءتها وكتابتها
والتواصل عبرها مع المكفوفين
أما أنا فتحت تأثير أمي حصلت على الإجازة في علم النفس
ثم تابعت تكويني في طريقة التواصل مع الصم البكم
والعمل على تعليمهم المعارف والعلوم
وقد حصلت على شهادة تخصصية في هذا المجال
بمعهد عالي بسويسرا
وكانت بداية عملي بمدينة الدار البيضاء
وارتقيت حتى أصبحت أستاذا 
مكونا للأطر التي تمتهن هذا التخصص
لم تكن أختي محظوظة في التوافق 
مع من يشاركها بناء عش الزوجية
مع أنه لا ينقصها جمال الخلقة 
ولا السيرة الحسنة
ولا الطموح لإرساء أسس البيت السعيد
كانت لها تجرية فاشلة 
عندما تعرفت على طالب بكلية الآداب
أدركت بسرعة أنه يعشقها لا غير
وأن سقف طموحه هابط جدا
فسخت ميثاق الخطوبة الذي كان يربطهما 
وفضلت التركيز على دراستها وتكوينها
وعندما أصبحت أستاذة الفرنسية بالمدرسة الإعدادية
عينت بإحدى المدن بالشمال
 أرادت أن تؤسس بيت الزوجية
لأنها لا تقبل حياة العزوبة بعيدا عن أهلها
فتزوجت بصيدلي يكبرها بأربع سنوات
في عنفوان شبابه وسيم ومرح
له بيت جاهز ودخل محترم
وبعد أقل من سنة واحدة من العشرة الزوجية
اكتشفت أنه يسهر خارج البيت مع قرناء السوء
يتعاطى الخمر والميسر
ورغم محاولاتها المتكررة لإقناعه ليغير أسلوب حياته
لم تفلح وبدأت مرحلة النزاع والشقاق
فطلبت من أبيها أن يساعدها على فك الإرتباط
 كل الحقوق محفوظة للكاتب
حامد البشير المكي
20 دجنبر 2015


mercredi 25 décembre 2013

بين صخب المدينة وهدوء القرية... الفصل الثالث

 بين صخب المدينة وهدوء القرية
الفصل الثالث

قلت لأحمد: وما الذي يزعجك في القرية
هل تجدني أبالغ في الهدوء الذي يخيم عليها 
أجابني: لا طبعا من حيث الهدوء فهي هادئة
 لكن ليس هدوء السكينة والطمأنينة 
إنه سكون ما قبل العاصفة 
ألم تر على وجوه ساكنيها كل ألوان البؤس 
لقد مضى ذاك الزمان الذي كان فيه أهل القرية 
ينعمون بالخيرات 
من ماء فرات ينساب على الربوات 
ومن ثمرات الزيتون منه يأكلون ومنه يعصرون 
ومن مرعى على ضفاف النهر يسمن المواشي 
ويغني الضرع بالألبان 
لعلك لم تزر القرية منذ سنين خلت 
لعلك ما زلت تحمل في ذاكرتك تلك الأيام الزاهرة 
التي كان حينها أهل القرية في نعيم 
لا يجوعون ولا يظمأون 
أما وأن الجفاف عم جل السهول 
وانتشر بعدها في المرتفعات 
ثم اقتحم الربوات الجبلية 
بل وبدأ يسيطر على بعض أعالي الجبال 
فإن أهل القرية اسودت وجوههم بفعل ضنك العيش 
وبدأ الشباب ينزح نحو المدن لعله يجد عملا ما 
يساعده على سد رمقه ورمق من ترك وراءه في القرية 
ألم تقرأ أو تسمع أن بعض القرى خلا منها الشباب 
ولم يبق فيها إلا الشيب والعجائز؟ 
قلت لأحمد: لقد فاجأتني بحديثك هذا 
ما كنت أتصور أن حال القرية بلغ هذا المستوى من التدهور 
أضاف أحمد: انصت الي جيدا يا صديقي 
مما زاد في الطين بلة 
أن التيار الكهربائي الذي وصل اليها 
عوضا أن يكون بردا وسلاما على أهلها 
تسبب في مشاكل نفسية واجتماعية واقتصادية 
هذا لا يعني أن مشاريع كهربة القرى كانت خطأ 
وأن الأولى أن تبقى بدون شبكة كهربائية 
فالطاقة الكهربائية تحقق إنارة الطرق القروية 
مما يساعد على تأمين المرور ليلا 
وعلى إنارة البيوت وتشغيل آلات منزلية 
مثل الثلاجات والتلفزات وغيرها 
وهذه النقلة النوعية أعطت لأهل القرية وقتا ليليا إضافيا 
يساعد على الحديث والسمر بين أفراد الأسرة 
ويساعد الأطفال على مراجعة دروسهم والقيام بفروضهم 
تحت ضوء مصباح كهربائي 
بدلا من ضوء شمعة أو قنديل 
إلا أن الإشكال يكمن في كيفية إيجاد الدخل الإضافي 
لمواجهة المصاريف المترتبة على هذا التغيير 
ثم أن ولوج التلفاز داخل البيت القروي 
حرك شهية الأسرة القروية إثر مشاهدتها المسلسلات 
والأفلام والسهرات والبث الإشهاري 
الأمر الذي زرع في صدور أفرادها 
أذواق جديدة لم تكن معروفة ومحسوسة من قبل 
تحولت الى حاجيات ملحة 
لا يجد رب الأسرة سبيلا لتلبيتها 
قلت لصديقي أحمد صارخا
ارحمني يا أحمد لقد أضفت اللون الأسود 
الى اللوحة الجميلة التي كنت أحملها في ذاكرتي 
لقد أصبح منظر القرية في ذهني رماديا قاتما 
يبعث على الحزن والكآبة 
لم يضف بعدها أحمد ولو شطر كلمة 
قفلنا عائدين من حيث أتينا 
افترقنا كل واحد منا اتخذ وجهة بيته 
على أمل أن نلتقي فيما بعد دون أن نضرب موعدا
كل الحقوق محفوظة للكاتب
 حامد البشير المكي
دجنبر 2013



mardi 10 décembre 2013

بين صخب المدينة وهدوء القرية ... الفصل الثاني

بين صخب المدينة وهدوء القرية 
الفصل الثاني

أجابني صديقي أحمد 
أما عن صخب المدينة فهذا واقع مر يلفح الضمير 
فالحياة في المدينة أصبحت جحيما لا يطاق 
ليس بسبب الصخب الناتج عن حركة المرور الفوضوية فحسب
بل عليك أن تحسب ألف حساب إذا أردت أن تغادر بيتك راجلا 
للذهاب الى العمل أو السوق أو المسجد أو الى أي مكان آخر 
فقد تكون ضحية لحادث السير المسعور 
على يد راكب دراجة نارية مهتز الوعي 
وكأنه يصوب مدفعه الرشاش نحو عدو وهمي 
أو على يد راكب سيارة غادر المخمرة في ساعة متأخرة من الليل 
أو على يد سائق حافلة تشتكي من نوائب الدهر 
 أو شاحنة تنفث سحبا هوجاء من الدخان الخانق
فكل هذه الآلات صممت وصنعت في الأصل 
لمساعدة الناس في حياتهم 
وتيسير تنقلهم وحمل أثقالهم وأمتعتهم
لكنها انقلبت الى أدوات لحصد الأرواح 
وكسر العظام وبتر الأعضاء 
الأمر الذي يدمر الموارد البشرية للمجتمع 
وينسف النمو الإقتصادي والعمراني 
ويجعل من الإنسان المديني مادة خربة
 تتجاذبها المستشفيات والمصحات 
هذا عن حالة المرور المزرية الخطيرة
 إذ أن ليس هناك احترام لقانون السير 
الذي وضع لحماية المواطن والصالح العام
أما شبكة الطرق من شوارع وأزقة 
فحدث و لا حرج عن ضعف التخطيط 
إذ ليس هناك نظرة مستقبلية على المدى البعيد 
فسرعان ما تصبح الشبكة الطرقية متجاوزة 
نظرا لإرتفاع عدد وسائل النقل 
نتيجة إرتفاع عدد السكان 
وتغير أنماط عيشهم 
حيث يضطرون للتنقل يوميا 
أكثر مما كان عليه الحال في الزمن الماضي 
إضافة الى ظاهرة خروج المرأة من البيت 
إما من أجل العمل أو التسوق أو قضاء مآرب أخرى 
كان رب البيت هو الذي يقوم بها من قبل 
فاستقال من القيام بها طوعا أو كرها 
وكذلك سوء إنجاز الأشغال المتعلقة بتوسيع الشوارع 
حيث لا تعطى العناية الكافية لسلامة المواطن 
أكان راكبا أم راجلا 
وأخيرا سوء الصيانة حيث أنها لا تخضع الى الضوابط المعتبرة
إلا في بعض المناطق المميزة المحظوظة 
قلت لصديقي
 كلامك يؤكد أن الحياة في المدينة 
أصبحت لا تطاق بسبب ضجيجها ومخاطرها 
وأن العيش في القرية يهبك الهدوء وراحة البال
عقب أحمد قائلا
مهلا يا عمر نحن نتفق تماما حول صخب المدينة 
لكننا نختلف فيما يتعلق بهدوء القرية 
يتبع
كل الحقوق محفوظة للكاتب
حامد البشير المكي
ديسمبر 2013

dimanche 8 décembre 2013

بين صخب المدينة وهدوء القرية ... الفصل الأول

بين صخب المدينة وهدوء القرية 
الفصل الأول

كنت أمشي بجانب صديقي أحمد
ذات صباح على رصيف أحد شوارع المدينة 
الموشى بالحفر الصغيرة والكبيرة هنا وهناك 
إذ أن على المارة أن يتخذوا الحذر اللازم 
لكي لا تتعثر قدمهم وتزل في إحداها 
فيحصل ما لا تحمد عقباه
والمرصع بالمهملات من كل الأشكال والألوان 
المرمية على طول الرصيف وعرضه 
وقد تشكل هي الأخرى خطرا محدقا 
سيما إذا كانت بعض الأكياس 
مليئة بموادة لزجة تساعد على الإنزلاق 
كنا أنا وصديقي نمشي بحذر 
ننظر الى الأرض لكي نضع أقدامنا في الموضع الآمن 
قلت له
هل صعدت الجبل يوما
بحثا عن الراحة والإستجمام
بعدما أتعبثك المدينة بمشاغلها التي لا تنتهي 
والتي تقبضك بمخالبها الحادة 
على مدار الأيام 
تنقلك من لسعة الشقاء الى وهم السعادة 
ومن زيف الوفاء الى سم الخيانة
وهل دخلت إحدى القرى الجبلية
الراسية على الربوات المطلة على الوادي 
تستحم بهواءها النقي ليزيل عنك تلوث المدينة 
وتنظف نفسك مما علق بها بسبب شر شياطين المدينة
وهل نزلت ضيفا على أهلها الوديعين الطيبين 
الذين تربوا على الأصالة والكرامة 
واقتنعوا بعيش العفاف والكفاف
و هل صليت معهم الظهر
في مسجد القرية الصغير ذي المعمار المتواضع 
الذي لا يلهي المصلي بزخرف الدنيا الفانية
لكنه يبعث على السكينة والطمأنينة
وهل تحدثت الى إمام المسجد
الذي له كذلك مهام أخرى
منها الأذان وصيانة المسجد
وتأديب الأطفال وتعليمهم القرءان
و حضور وليمة الزفاف وإلقاء كلمة بالمناسبة
وغسل الميت وإلقاء الموعظة عند دفنه
ورأب الصدع عند حصول نزاع ما 
وهل تناولت طعام الغذاء عند أحد أهل القرية 
بصحبة بعض من أبنائه أوإخوته 
وشربت الشاي المعطر بالأعشاب العطرية 
برفقة بعض من أبناء عمومة المضيف أوجيرانه 
وهل بقيت في الضيافة حتى الليل 
وتمتعت بحكايات أهل القرية 
المستمدة من تراثهم الضارب في التاريخ 
والتي يتجاذبونها مرارا وتكرارا
لأنها تقوي ذاكرتهم الجمعية 
وتمتن أواصر القربى بينهم 
وهل خرجت بعد المسامرة من بيت المضيف 
وابتعدت عن المباني المتكئة على منحدر الجبل
المصنوعة جدرانها وسقوفها من الحجارة والطين 
وهل وقفت على ذروة الربوة التي تعلو القرية 
ورفعت رأسك الى السماء 
تتأمل المصابيح المتلألئة التي تزين أديمها 
وتتفكر في ملكوت الله بديع السماوات والأرض 
بالله عليك, ما الأفضل 
صخب المدينة أم هدوء القرية؟ 
يتبع
كل الحقوق محفوظة للكاتب 
حامد البشير المكي
شتنبر 2013

jeudi 28 novembre 2013

البوح الصامت


البوح الصامت 

 البوح الصامت له آثار لا توجد في غيره أو بغيره
من آثاره إشراقة المحيا عند الألم 
وبسمة الثنايا عند الغضب 
و اشتعال الحنايا عند الفراق 
... وقطر المآقي عند التلاقي 
البوح الصامت لا يعني كتمان السر 
ولا يعني انعدام الثقة 
ولا يعني انقطاع التواصل 
ولا يعني الإمتناع عن الكلام 
البوح الصامت هو عندما تلتقى بصديقك 
وتريد أن تفتح معه بابا للحوار 
في موضوع يشغل بالك 
يسيطر على فكرك 
يمنعك بالقيام بأعمالك العادية 
يشوش على راحة أهلك 
فتريد أن تستشير صديقك 
تنظر اليه بإمعان تتفرس ما وراء صفحة وجهه 
تحاول أن تقرأ بين طيات هدوءه 
وما تخبئه رباطة جأشه 
تكتشف وأنت صديقه الحميم منذ أمد بعيد
أن صديقك أصمت منك أنت تحس بحدسك
 أنه جالس على بركان من الأوجاع 
ولا يجرؤ هو الآخر أن يبوح لك بما ينغص حياته 
فتستنتج أن من العيب أن تفاتحه آلامك
في الوقت الذي هو يرزح تحت جبال من الآلام
تلتقط هذه الحقيقة من الدمعة التي تحرق جدران العين ما وراء البؤبؤ 
من اللهيب الذي يحرق الكلمات من وراء الثنايا الباسمة 
  البوح الصامت هو عندما تلتقي بأمك 
التي سهرت الليالي الطوال وهى تحملك في بطنها 
تنتظر اليوم المشهود لتراك بين دراعيها 
وفمك الندي الطري لاصق بتديها
بعدما كانت من قبل تحس بحركاتك في جوف أحشائها 
أمك التي رعتك وربتك وكانت تحلم أنك ستكون فارسها المغوار 
في معترك الحياة التي تشبه ساحة الوغى 
أمك التي وهبها الله جهاز رصد في قلبها 
لا يخطئ في مدخلاته ولا في مخرجاته 
ترصد به كل المتغيرات الدقيقة والعميقة 
التي تحرك وجدانك وفكرك 
والتي من شأنها أن ترفع منسوب سعادتك أو شقاءك 
تريد أن تبوح لها بعضا ولو طفيفا مما يشغل بالك 
يكفيك بعدها أن تضع رأسك في حضنها 
لتشعر بالراحة والطمأنينة 
وأنت المتعب جراء ضنك الدنيا وشر أهل الدنيا 
لكنك تمتنع عن البوح لكيلا تتألم أمك بسببه 
فتتحكم في ملامح وجهك 
لتصنع لك إشراقة تشع من وجهك 
وكأن لسان حالك يقول
يا أماه ابنك بخير والحمد لله 
البوح الصامت هو عندما تلتقي برفيقة عمرك 
وانت تعرف جيدا أنها تحاصرك بفطنتها وذكاءها وإلهامها 
مهما ضغطت على مسراع مكرك ودهاءك 
لتحاصر إلهامه لكيلا يتحسس ما يشغل بالك 
 لكن إلهامها يسابق مكرك المغري 
فيسبقه ويكشفه ويعريه 
بأسلوب الرفيق الذي يبحث عن سعادتك 
يرأف بك ويحن عليك 
هي لعبة الشطرنج إذن بينك وبينها 
من يسبق الى كش ملك 
لكن رفيقة دربك من فرط حبها ووفاءها لك 
تترك لك المجال عن طيب خاطر لتنتصر عليها 
لترفع من معنويتك وتقوي الثقة بنفسك 
ولأنها كذلك تحملك بين أهداب عينيها 
تخاف عليك من لسعة البقة 
ومن خطر الشهقة 
تفتح لك صدرها لتنام قرير العين على أوصاله
وتفرش لك صبرها لتكون قادرا على تحمل أعباء الحياة 
أنت الآن في موقف صعب 
تجد نفسك بين اختيارين أحلاهما مر 
إما أن تبوح لها بما ينغص حياتك 
وإما أن تسدل الستار لكي لا تؤلمها أكثر من الألم الذي أصابك 
فماذا عساك أن تفعل لتجنبها ما يعكر صفو حياتها 
إنه البوح الصامت
كل الحقوق محفوظة للكاتب  
نونبر 2013
حامد البشير المكي


jeudi 21 novembre 2013

آه يا وطني كم أرتاح بين أحضانك

 آه يا وطني كم أرتاح بين أحضانك  

لكن كلما حدثتني نفسي الحائرة الثائرة 
أن أبتعد عنك
 لأنها ضلت بين فيافي الضياع
 وضاعت بين وديان التيه  
وكلما حاولت ان تنهض 
وتهرب  ...بعيدا بعيدا 
بحثا عن حضن سواك
   أن تهاجر إلى المناطق الشمالية من الأرض 
حيث توجد العيون التي تسحر بنظرتها الزرقاء
 كلون أديم السماء الصافي وقت الصيف 
أوالخضراء مثل زمردة نادرة على صدرغادة
حيث هناك الظفائرالشقراء 
التي تشبه سنابل القمح 
في الحقول المترامية الأرجاء 
والبسمات الماسية
التي تشع منها أضواء الشمس القطبية 
فوق الفضاءات الجليدية البيضاء
أم أسافرإلى البلدان الجنوبية 
بالقرب من الشلالات الهائجة 
في عمق الأدغال ذات الأشجار الباسقة 
والأغصان المتعانقة 
والظلال الوارفة
والأسماك التي تسبح في الأنهار والبحيرات 
والوحوش التي تعيش في البراري والربوات
بحثا عن الكلإ أو الصيد 
فأنزل ضيفا على سكان تلك البلدات 
ذوي البشرة السوداء مثل الليلة الليلاء  
 والعيون الجواحظ التي تشبه النجوم المتلألئة
والأنوف الفطس المنبسطة على صفحة الوجوه
والشفاه البارزة الضاحكة الباعثة على الإرتياح 
أم أغامر شرقا عبر المحيط الهادئ
 أم غربا عبر بحر الظلمات 
لأبحث عن وطن بديل واعد يحضنني 
أحط على ترابه رحالي 
وأندمج مع أهله أخدمهم ويخدمونني 
وأحبهم ويحبونني 
كلما أمطرتني نفسي القلقة بسيل من التساؤلات 
الحرجة منها أوالبعيدة كل البعد عن أي منطق مقبول 
توسوس لي أن ليس هناك معنى 
للمكوث بين أحضانك يا وطني 
فما هو إلا مضيعة للعمر أو ما تبقى من العمر 
والدلائل كثر والبراهين شتى على تردي الأحوال 
والنفق المظلم الذي يقبض بتلابيب الأحلام الضائعة
 لا مخرج له 
والوادي السحيق الذي تتكدس فيه جماجم الآمال 
لا قرار له 
أصبح يا وطني على جعجعة تدور رحاها 
ولا أرى لها طحنا 
وأمسي على مسرحية مقيتة تنفث سمها
على خشبة المحن والفتن
ما لي أراك في صمت ثقيل كصمت القبر 
يا وطني 
لا تحرك ساكنا 
وكأنك في سبات عميق 
كسبات أهل الكهف
وإذا بهاتف يهتف بي 
داخل أعماقي الملتهبة الثائرة
يعاتبني 
ينهرني 
يوبخني 
يصرخ في وجهي
مكانك يا أحمق ... يا غبي 
أتظن أن الهجرة هي الحل 
ألا تعلم أن لها ثمن باهض 
ألا تدري أن عليك أن تتنازل 
عن كرامتك الى الأبد 
وأسمى ما قد تحصل عليه 
هي جنسية من الدرجة الثانية 
 لا طعم لها ولا لون ولا رائحة 
وطنك يا ولدي ليس مجرد قطعة من الجغرافيا 
يمكن استبدالها بقطعة أخرى ولو أكبر 
أنظر الى الطائر الحر في الأجواء 
هل يستبدل عشه بعش غيره 
أنظر الى الثعبان الطليق على الأرض 
هل يبتعد عن غاره 
أنظر الى الأسد الجسور يمشي زهوا في البراري 
هل يغادر مجاله الحيوي 
وطنك هو بطاقة كرامتك يا أحمق 
فلا تبعها مقابل أوهام 
وهوأمانة بين يديك 
فلا تضيعها بثمن بخس
تناقلتها الأجيال عبر القرون 
منذ ما قبل التاريخ 
بذلت من أجلها الغالي والنفيس 
لم أنبس ببنت شفة 
وأنا في ذهول كاد يقضى علي 
تذكرت قول الشاعر ابن الإطنابة 
فهمست في نفسي
 وقولي كلما جشأت وجاشت
   مكانك تحمدي أو تستريحي
كل الحقوق محفوظة للكاتب  
حامد البشير المكي 
 نونبر 2013